دير سانت كاترين هو احد اشهر الاماكن الاثرية والسياحية في مصر وهو معروف منذ قديم الازل ويقع دير سانت كاترين اسفل جبل سانت كاترين وهو من الجبال العملاقة في مصر ويتواجد هذا الجبل في جنوب سيناء بالقرب من جبل موسى وقد صرح عدد من المؤرخين بأن دير سانت كاترين هو اقدم دير في العالم ولذلك اصبح هذا الدير من اهم المزارات السياحية حيث يأتي السياح من جميع انحاء العالم حتى يروا دير سانت كاترين ويتسلقو جبل سانت كاترين وذلك بسبب ارتفاعه الكبير ويعد دير سانت كاترين دير معتزل عن بطريرك القدس حيث يديره رئيس الدير وهو اسقف سيناء وبالرغم من انه دير معتزل الى انه يوجد علاقة زطيدة مع بطريرك القدس مما يعني ان دير سانت كاترين ليس خاضع لسلطة اي بطريرك او اي مجمع مقدس .
ويذكر اسم بطرير القدس في القدسات بسبب العلاقات الوطيدة وهذا بالرغم من ان دير سانت كاترين كان تحت وصاية الكنيسة الارثوذكسية الروسية لفترات طويلة ولذلك فان جميع الكهنة ورهبان الموجودين داخل الدير ليسو من اي جنسية عربية ويقال انهم يونانيين الجنسية كما ان شأن هؤلاء من شأن اساقفة كنيسة الروم الارثوذكس الموجودة في القدس وهي احد الكنائس التي يسيطر عليها اليونانيين وهذه السيطرة بدأت منذ زمن بعيد وتخضع عدد من الكنائس والمزارات المقدسة في منطقة فيران وطرفة ومنطقة الطور في جنوب سيناء الى اسقف سيناء ويديرهم بجانب الدير وهو ما يعني ان مسيطر على جميع الاماكن المسيحية في جنوب سيناء .
لقد تم بناء دير سانت كاترين في عام 545م وقد قام الامبراطور جستيان ببناء الدير والاشراف عليه ولكن الامبراطورة هيلين ام الامبراطور قسطنطين هي اول من امر ببناء دير سانت كاترين حيث كان الهدف الاساسي من بناء دير سانت كاترين ان يحوي رفات القديسة كاترين وهي كانت قديسة شهيرة وكانت تعيش في منطقة الاسكندرية ومن الاهداف الاساسية لبناء الدير هو انشاء مكان كبير للمسيحيين في هذا الوقت حيث ان الديانة المسيحية كانت هي الديانة الاساسية في مصر في هذا التوقيت .ويقال ان القديسة كاترين قد نشأت بين عائلة ارستقراطية وثنية وانها كانت جميلة جداً لدرجة ان جميع الرجال كانوا يرغبون فيها في ذلك الحين لكنها رفضت الزواج واعتنقت المسيحية وواجهت الامبراطور باضطهاده للمسيحية حيث انه كان يعبد الاصنام .
ويقال بعد وفاة كاترين بقرابة الثلاث قرون ظهرت رفاتها المقدسة في حلم احد الرهبان الدير الذي كان اقيم بأمر من الامبراطور جستنيان وتم نقل رفاتها في صندوق رخمي في هيكل الكنيسة بجانب الهيكل الاساسي ومنذ القرن الحادي عشر وبدأ يُطلق اسها على الدير واصبح دير سانت كاترين بالاضافة الى كنيسة في الاسكندرية يطلق عليها كنيسة سانت كاترين .
وبارغم من ان دير سانت كاترين من المعالم الاثرية المسيحية الى ان الحاكم بأمر الله وهو احد حكام مصر في العصر الفاطمي قام ببناء مسجد صغير في داخل الدير وكان ذلك لحماية الدير من الهجمات المتعددة عليه حيث كان الدير يتعرض للعديد من الهجمات بشكل مستمر وهو ما دعى نابليون بونابرت بتعلية السور الذي يبلغ ارتفاعه من 40 الى 200 قدم ، ويقول بعض المستشرقين ان قيام الحاكم بأر لله ببناء مسجد داخل الدير ما هو الى نوع من فرض السيطرة الاسلامية في ذلك التوقيت .