تعتبر مصر من اقدم الدول الزراعية على مستوى العالم فمصر منذ قديم الازل وهي تعتمد على الزراعة بشكل اساسي فدائما كانت الزراعة هي الدخل الاول لمصر وكان من ابرز الحكام الذين اهتموا بالزراعة يوسف الصديق عندما عين وزيرا لمصر وراى الحاكم في منامه سبع بقرات عجاف ياكلن سبع سمان وكانت اشارة من الله بزمن القحت وقرروا الزراعة لمدة سبع سنوات وظلت الزراعة رقم واحد في دخل مصر حتى القرن التاسع عشر عندا تقرر حفر قناة السويس لكن بعد حفر قناة السويس لم يدع الاحتلال الانجليزي خيرات قناة السويس فاضطر الفلاحين للاعتماد على الزراعة كمصدر او واخير لهم وظلت مصر على هذه الحالة حتى ثورة 23 يوليو عام 1952م وتوزيع الاراضي على الفلاحين ثم بعدها اعلان تاميم قناة السويس وبالتالي لم تصبح الزراعة هي مصدر الدخل الاول
كانت مصر في فترة الثمانيات تعاني بشكل كبير جدا من الزيادة السكانية وايضا مشاكل اقتصادية خاصة بعد حادثة اغتيال الشهيد البطل محمد انور السادات رئيس جمهورية مصر العربية لذلك كان لابد من ايجاد حل مناسب لحل مشكلة سد احتياجات المواطنين وفي نفس الوقت حل المشكلة الاقتصادية فقرر الدكتور يوسف والي وزير الزراعة في هذه الفترة الاعتماد على الصوبات الزراعية كحل سريع لسد احتياجات المواطن من خضروات وفواكه وتم اختبار المشروع باقامة الصوبات الزراعية في ارض دهب وتجريبها واثبتت نجاح كبير حيث تم حصد محصول ذو جودة جيدة ومن ذلك الحين تم اصدار قرار بالاعتماد على الصوبات الزراعية لكن الحكومة المصرية لم تتولى المشروع بشكل مباشر حيث كان المشروع اشبه بالخصخصة اي كان ملك لتجار داخل الدولة وبالتالي الدولة لم تستفيد بشكل مباشر.
يتم تفضيل الصوبة الزراعية عن زراعة الحقول المكشوفة بسبب توفيرها الكبير للمياه وايضا امكانية الزيادة في الانتاج كما ان اثبتت بعض الدراسات العلمية الحديثة ان زراعة قيراط داخل الصوبة يعادل فدان من الارض المكشوفة كما اثبتت الابحاث ان الصوبة توفر ما يقرب من 40% من الماء المستخدم في ري الحقول المكشوفة وقد اوضح الدكتور جمال صيام ان الصوبات الزراعية تتلخص اهميتها في انها بيوت لحماية النباتات الزراعية من الظروف المناخية القاصية خاصة النباتات التي يتم الاحتياج اليها باستمرار مثل :
كما تعتبر الصوبة الزراعية حل امثل لدول صحراوية مثل ليبيا وتونس والجزائر حيث تعتمد هذه الدول على المياه الجوفية وبالتالي غير قادرة على زراعة الخضروات والفواكهة الا عن طريق الصوبة فقد حلت الصوبة جميع المشكلات الزراعية الا مشاكل الارز والقمح فقد تضطر هذه الدول الى استيرادها من دولة مثل مصر توفر مياه الري لزراعة الارز والقمح وتعتمد مصر على زراعة الارز والقمح في الاراضي المكشوفة نظرا لصعوبة زراعتها في الصوبات الزراعية بسبب احتياج الارز والقمح لكميات كبيرة من الماء والصوبات تعتمد على الري بالتنقيط لذلك لم يتم تطوير الصوبات الزراعية حتى الان من حيث وسائل الري وتعتبر مصر من الدول التي لم تستفيد من الصوبات بالشكل الامثل حتى الان بسبب اعتماد مصر على الارز والقمح كمصدر غذاء اولي .
وستظل الدول الصحراوية هي الدول المستفيدة بشكل كبير من الصوبات الزراعية بسبب عدم توفر نهر لديهم وبالتالي الاعتماد على المياه الجوفية امر لن يضر الدولة في شئ خاصة انه لن يستغرق مياه كثيرة وايضا الدول التي تقع في القطب الشمالي والجموبي اي في الجليد وبالتالي تحتاج الى تبخر الماء المتجمد فيمكنها الاعتماد على الصوبات بسبب عزل الصوبات للنباتات بشكل كبير وبالتالي لن يدخل الجليد الى الصوبة الزراعية وستظل النباتات ذو حالة جيدة حتى يتم حصادها وتعد الصوبة الزراعية منجم ذهب لمثل هذه الدول التي كانت تستورد بكميات كبيرة فاصبحت تكفي احتياجاتها من خضروات وفواكهة
لذلك تطورت الصوبات الزراعية في مصر منذ بداياتها في الثمانيات حتى الان بعد ان اصبحت يوجد بها اغطية بلاستيكية وزجاجية والتحكم بها بواسطة الحاسب الالي الذي اصبح يدير كل شئ الان وبالتالي تمتوفير نفقات العمال فبعد ان كانت الصوبة تحتاج الى عشرة عمال فالان تحتاج الى عاملين فقط ومعظم عملهم هو الاشراف فقط اي لايتم اجهادهم مثل البدايات