تعرف المدرسة الكلاسيكية باسم المدرسة التقليدية وهي تعني الاسلوب الفكري الذي يتم العمل به لتطبيق العلوم الادارية والاقتصادية في حياة الانسان اليومية وسميت المدرسة الكلاسيكية بهذا الاسم لانها اول مدرسة تطالب بالتغيير ووضع اسس وقواعد وظهرت المدرسة الكلاسيكية في الغرب بعد ظهور حركة البعث العلمي، اضحى الاطلاع على الاداب القديمة من علامات الرقي الحضاري فنشأ هذا الاتجاة ونضج على يد بوالو وجماعة لبليا وعلى رأسهم الشاعر جون دريدن واستقى رواد المدرسة الكلاسيكية من ينبوع واحد وهو كتاب فن الشعر للمخضرم اريسطو وقيدوا المسرحية بقانون الوحدات الثلاث اي ان المسرحية تتناول حدثا واحدا في يوم واحدا في مكان واحدا، وكانت النزعة الديكارتية العقلية السلطان الكبير ويعد راسين وكورناي وموليير هم اقطاب الثلاثية مع شكسبير وتعد المدرسة الكلاسيكية من اهم انواع المدارس الادبية
وامتازت اعمال احمد شوقي في انتقاء الابطال من التاريخ ومن الطبقة النبيلة واللغة الراقية والاعتماد على الشعر المسرحي والصراع بين العقل والواجب والالتزام بالوحدات الثلاث المكان والزمان والموضوع وقد حاكى كثيرا مسرحيات شكسبير ثم تلاه اخرون من المحافظين الذين ميزوا الادب العربي الحديث المتأثر بالكلاسيكية كما امتازت اعمال احمد شوقي بالمحافظة على الصيغ اللغوية والصور الشعرية في الادب العربي القديم وعلى هيكل القصيدة التقليدية والحرص على حسن الاستهلال بالتصريع او التضمين والتقيد بوحدة الوزن والقافية ووحدة الروي ومن بين هؤلاء حافظ ابراهيم ومحمود سامي البارودي ومعروف الرصافي ومحمد الصالح.
الاديب الفرنسي الشهير دو لافونتين ولد عام 1621م ويعد من اهم رواد المدرسة الكلاسيكية واشهر كتاب القصة الخرافية وتقتصر اعماله على مجموعة القصص الخرافية ومجموعة حكايات ونوادر وبعض الاعمال الاخرى وتوفى عام 1695م وقد تأثر به احمد شوقي في مسرحياته.
الاديب الفرنسي جون باتيست بوكلان الشهير ب موليير احد اهم رواد المدرسة الكلاسيكية ولد عام 1622م وهو من اشهر الادباء والشعراء االعالميين وله الكثير من المسرحيات والاعمال التي جعلت منه احد اهم الاساتذة في تاريخ الفن المسرحي الاوروبي ومن اشهر اعماله مدرسة الازواج وطبيب رغم انفه والبخيل وطرطوف والمريض بالوهوم وغيرهم كثيرا وتوفى موليير عام 1673م
كاتب دراما فرنسي من اهم الادباء في فرنسا واوروبا في القرن السابع عشر حيث ولد عام 1639م وهو من اهم رواد المدرسسة الكلاسيكية وكان راسين في الاساس كاتبا تراجيديا الا انه كتب عملا واحدا في الكوميديا وتوفى عام 1699م.
اديب وتراجيدي فرنسي شهير وهو بيبر كورني حيث ولد عام 1606م ويعد مع راسين وموليير اعظم ثلاثة ادباء وكتاب دراما في فرنسا ومن اشهر اعماله الملهاة المأسوية والسيّد واوديب ةغيرهم كثيرا وتوفى كورني عام 1684م.
الشعر المسرحي هو لون من الوان الفنون الادبية ظهر في العصر الحديث ، ولم يكن معروفا في الادب العربي قديما ، ويطلق عليه في بعض الاحيان المسرح الشعري او الدراما الشعرية او المسرحية الشعرية او الشعر الدرامي وهو الفن الذي يعتمد على الشعر العمودي او غير العمودي في كتابة المسرحية والتي تمثل مشهدا متحركا يستطيع الكاتب من خلاله ان يوصل افكاره ومغزى قصته للناس من خلال افعال وتحركات ابطال المسرحية على مرأى الجمهور اي ان المسرحية الشعرية هي كتابة مسرحية تم اعداد نصوصها وفق مواصفات وضوابط شعرية ، وتستند الى القصيدة المقفاه او غير المقفاه كأسس لبناء النص المسرحي
ويعتبر الشعر المسرحي هو الاساس الذي قامت عليه المدرسة الكلاسيكية ويعد امير الشعراء احمد شوقي احد رواد المدرسة الكلاسيكية في الادب العربي واحد رواد الفن المسرحي وقد سار احمد شوقي على خطا الشاعر عزيز اباظه ومن اشهر اعماله غروب الشمس وشهريار ثم تطور الشعر المسرحي في المدرسة الكلاسيكية بعد ذلك على يد بعض الشعراء الاخرون مثل صلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الشرقاوي وكان من رواد الشعر المسرحي في المدرسة الكلاسيكية الغربية الاسباني لوركا والاديب الفرنسي بول كلوديلو والشاعر الانجليزي كريستوفر فراي بمسرحيته الشهيرة "السيدة ليست للحرق"
ومن العناصر التي يجب اتباعها لكتابة الشعر المسرحي التابع للمدرسة الكلاسيكية هي الفكرة خاصة اذا كانت قصة مستمدة من الماضي فلابد ان تخدم الواقع والمستقبل اي يجب ان تكون قصة ارشادية ولايمانع اضافة قليل من الخيال ويأتي بعد ذلك دور الشخصيات التي تمثل دور تأثيري كبير في المسرحية فلابد ان تكون الشخصية تمثل الدور بشكل جيد وباتقان شديد اذا كانت الشخصية عصبية او هادئة ويأتي ايضا الدور على المؤلف بأن يختار الاشخاص المناسبين لهذه الشخصية ولابد من مراعاة حركة الاشخاص اثناء المسرحية من مشي وضحك ووقوف ويجب ان يكون الحوار الدائر بين الشخصيات يتسم بالرشاقة والليونة .